لحظة تأمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
خلق الله الانسان و ميزه عن باقي خلقه بالعقل وأنعم عليه بنعم لا تعد و لا تحصى ...
ولم يتركه هكذا بل أرسل اليه الأنبياء والرسل ليبينوا له الحق ويرشدوه الى الطريق المستقيم ...
ويمر في حياته على تجارب كثيرة تكون بمثابة نقاط لحروفه الصماء ...
ويخضع للمراقبة المكثفة واللصيقة من المجتمع والأسرة و الضمير وقبل كل هذا مراقبة الله عز وجل له ...
و هذا لكي يحافظ على توازنه واخلاقه ويرتفع ويعلوا الى مستوى البشر ...
وان بقي في جهله وتعنته تدنى لمستوى منحط وشتان ما بين الانسانية والبشرية ...
نحن والحمد لله تحت راية أروع الأديان وأسماها انه الاسلام ...
لكن للأسف جعلناه على الورق لا غير فأفعالنا تقول الكثير والكثير ...
فلو ننظر للمجتمع الغربي سطحيا انه مجتمع رائع متكامل راقي متحضر ...
له ميزات ممتازة وكثيرة لكن لو تعمقنا فيه لوجدنا صورته الحقيقية عكس هذه الصورة ...
فقد يعجبك تنظيمهم وتوحدهم وتناسقهم لكنه مجرد خيال أجل ...
لأنك لو ركزت أكثر لوجدتهم يتبعون قوانين بشرية خطها من يخطئ... بشر غير كامل فالكمال لله جل شأنه ...
الذي أعطانا أعظم شيء وهو القرآن الكريم الذي لو اتبعناه لكنا أفضل الأمم على الاطلاق ...
أما هم فيتبعون قوانين صارمة تجعلهم يلتزمون الطريق السليم ...
فلو لم تكن تلك القوانين موجودة أو لا يطبقونها لفعلوا العجب العجاب ...
ولكنهم فهموا الحياة أفضل منا هذه شهادة يجب أن نعترف بها ...
عرفوا قيمة النفس البشرية وحافظوا عليها وتوارثوا تلك الصفات حتى أصبحت من البديهيات لديهم ...
أما نحن فمن المفروض أن نكون أحسن منهم لأننا أمة واحدة أمة محمد عليه الصلاة والسلام ...
والذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق ... أما ما نراه اليوم فهو احتلال عظيم للأفكار الغربية ...
التي قضت كليا على مجتمعنا الكبير قبل الصغير وأصبحنا فقط نتمايل وكاننا سكارى ...
عميا لا نرى الا ما يريدون هم ونسمع ما يحبون هم ...
وتناسلت هذه الافكار وغيرها حتى قضت عن كل الخلايا المستنجدة بأوكسجين الاسلام ...
فقست القلوب وجفت الدموع وكثر البطش حتى أنك ترى المنكر ولا تستطيع النهي ...
وانتشر الفساد وعمت الفوضى كل شيء فلا الأخ يحترم أخاه ولا الابن يطيع أباه ...
أعزائي الأعضاء جلست مع نفسي اليوم وقمت بلحظة تأمل مع واقعنا المرير الذي نحن فيه...
هذا الزمن الذي كثرت فيه الخيانة والكذب والنفاق وكل الصفات الكريهة والبغيضة ...
فمن يحاول الاصلاح يصبح في أعينهم اما مجنونا أو غير متحضر ...
تغير تقييمهم للمرء تبددت الأشياء الجميلة التي كانت تزين المسلم وتفرقه عن غيره ...
وأصبحت شكليا فقط الى أن ذهبت الآن كليا ... وأصبحت المعاصي جهارا لا خوف من الله سبحانه وتعالى ...
ولا خوف من عذابه ... اذا كان المجتمع الغربي قد خسر خسران كبير بتعلقه بهذه الدنيا الفانية ...
لكنه يعيش على مبادئ رغم أنها ليست اسلامية الا أنهم نجحوا بشكل كبير في تطوير أنفسهم ...
وقد تعدت الحرية كل الحدود ووصلت الى أبعاد مختلفة ... فيعيشون باطمأنان وسلام وراحة البال ...
رغم أن البعض سيعارض كلامي هذا الا أنه الواقع ... فالشاب المتخرج مكانه موجود...
والبطال يتقاضى منحة معتبرة ...فهم أدركوا أن هذا الشاب ان لم يعمل سيسرق وبالتالي فوتوا عليه هذه الفرصة ...
وهنا كل هذه الأشياء التي يقومون بها وهذه القوانين التي وضعوها هي ليست من منطلق فعل الخير ...
وانما كي يتفادوا انتشار الفساد والتخريب ... ولكن نحن ابتعدنا عن الدين فلا نحن نتبع ما جاء به النبي الكريم ...
صلوات الله عليه وسلم ولا نتبع القوانين البشرية .... وهذا ما جعلنا نقع في مفترق الطرق ...
عزيزي القارئ :
ما سبب وجود الفوضى في المجتمع ؟؟..
المجتمع الغربي له قوانين ونحن لدينا أفضل منها القرآن
لكنهم تفوقوا علينا ومستقرين بشكل كبير الى ماذا يعود هذا الشيء ؟؟..
كيف نخرج من هذا المستنقع الذي نحن فيه ؟؟..
دمتم في رعاية الله وحفظه ....